الجمعة، 23 نوفمبر 2018

ألعاب كيم

ألعاب الحواس / كيم / ( Kim )
هي مجموعة العاب صغيرة الغرض منها تنمية حواس ( اللمس و النظر و السمع و الذوق و الشم ) لدى الفتيان وذلك من خلال استعراض مجموعة أغراض متنوعة امامهم ومن خلال استعمال حواسهم و خلال فترة زمنية قصيرة و بعدها يتم اخفاء الأغراض عليهم أن يتعرفوا على اكبر عدد منها.
المعدل2
           3
النظر : يجب معرفة ( تذكر ) 16 صنفاً من أصل 24 .
اللمس :  12  .    السمع :    8    الشم :  8   .   الذوق :  6  .
            18                    12            12                 8

للجراميز أو الأشبال وللزهرات :
النظر :  9  .   اللمس والسمع والشم والذوق : 6  .
        12                                       9     
كيم ؟

أضاءات على حياة كيم
نقلا من كتاب الكشفية للفتيان للورد بادن باول:
{إن ما يمكن لكشاف أن يقوم به هو ما سنطلع عليه في قصة (رديارد كيبلنغ) عنوانها كيم .
 و كيم هذا تصغير لاسم شخص يدعى «كيمبال اوهارا» هو ابن رجل ايرلندي ملازم في إحدى فرق الهند.
وقد تيتم صغيراً فعاش في الهند يتيما تحت كنف مربية متوسطة الحال.
و قد كان رفاق طفولته كلهم من المواطنين الهنود الأمر الذي جعله يتقن لغة البلاد اكثر من أي أوروبي آخر.
و شدت الصداقة إليه راهبا شيخا يجوب أنحاء البلاد داعيا إلى الدين مبشرا به و ما لبثت تلك الصداقة أن تمكنت أواصرها بين الاثنين فكانا يرحلان معا إلى شمال الهند من وقت لاخر.
وذات يوم التقى كيم بالفرقة التي كان أبوه أحد أفرادها فكان ذلك إلى جانب زيارته المتكررة لمعسكر الفرقة سببا في القبض عليه بجريمة السرقة فاعتقل و ما لبثت الفرقة أن تعهدت تربيته و حضانته بعد أن عرفت من وثيقة ولادته انه ابن ذلك الملازم.
بيد أن كيم لم ير في تلك الحضانة ما يمنعه عند كل سانحة من الذهاب إلى رفاقه الهنود و الاختلاط بهم بعد أن يقلدهم في زينتهم و قيافتهم.
واتفق لكيم أن تعرف بتاجر مجوهرات يدعى م.لورغان و كان لورغان هذا ملحقا بمصلحة
الاستعلامات نظرا لخبرته بأحوال الناس و معرفته بشؤونهم , و لما وجد أن كيم لا يقل عنه اطلاعا و معرفة بالعادات و التقاليد الهندية رأي فيه خير من يقوم بمأمورية الاستعلامات و لكنه لم يسارع إلى مكاشفته الرأي بل أراد أولا أن يختبر عمليا مدى إمكانيته و قدر شجاعته و إقدامه, و لكي يمتحن قوة إرادته حاول أن يستهويه أي أن يخضع أفكاره و أعماله لرغباته الخاصة و هذا ما لا يتوفر إلا للأشخاص الأقوياء الإرادة الذين يتسلطون على الضعفاء المتخاذلين فالقى على الأرض آنية ماء سرعان ما تحطمت ثم حاول إيهامه الفتى الصغير بان الآنية المتناثرة بدأت تعود إلى حالها الأول دون أن تمسها يد أو تعمل فيها واسطة. و لكنه عبثا ظل يحاول إدخال هذا الوهم إلى مخيلة الفتى الصغير الذي أصر على الاعتقاد بان الآنية المنكسرة لن تلتئم بنفسها و ليس من شك في أن كثيرين غير كيم لو وضعوا موضعه لكانت أفكارهم و نظراتهم قد تأثرت بضروب من الحيرة و الزوغ سهلت على الرجل أمر استهوائهم.و لما رأى لورغان ما رأى من أمر الصبي طلب إليه أن يهتم بملاحظة الأشياء الصغيرة غير ذات الأهمية ) و هو مبدأ هام من مبادئ التربية الكشفية( وافهمه أن عليه أن يتمرن على تلك الملاحظة طيلة ساعات اليوم و حيثما اتفق وجوده ,ثم وضع أمامه طبقا مليئا بأدوات صغيرة مختلفة لم يلبث أن حجبه بغطاء جعله فوقه وطلب إلى كيم أن يعدد له أنواع الأدوات التي عرضها أمامه, و لم يستطع كيم أن يذكر من تلك الأدوات إلا القليل و كانت أوصافه لها غير باعثة على الإعجاب و لكنه بعد محاولات تمكن من أن يذكرها جميعا.
و اتفق لكيم مرة أن سافر مع شيخ أفغاني يتاجر بالخيول و يكن للفتى الصغير مودة و إعجابا إذ تربطه به في مصلحة الاستعلامات رابطة الزمالة و الواجب المشترك. و قد تمكن  كيم خلال ذلك السفر من أن يؤدي لزميله الشيخ خدمة تبليغه مهمة سرية كما وفق في مناسبة ثانية إلى الوقوف على سر مؤامرة كان يدبرها بعض المواطنين لقتل هذا الشيخ فأطلع صديقه على محاولة اغتياله و جعله في مأمن من القتل في الوقت الذي كان موته محتوما لا ريب فيه, و أخيرا عين كيم عضو في المصلحة السرية و لم يلبث أن أعطي كلمة التعارف و حبلا يجعله حول عنقه و جملة إذا ما قيلت بطريقة معينة دلت على انه عضو في المصلحة و الكشافون يتصلون بعضهم مع بعض بواسطة كلمات السر التي يتعارفون بها و يتفاهمون.
و لعل كثرة أعضاء مصلحة الاستعلامات في الهند هي التي أوجبت استعمالهم عبارات التعارف أو كلمات السر يتميزون بها بين الناس التي يمكن أن يكون بينهم أعداء لهم.
وحدث ذات يوم أن لقي كيم زميلا له في القاطرة لا يعرفه و هو مواطن هندي ظهرت عليه عندما كان يصعد القاطرة دلائل الانفعال و إمارات التأثر الشديد التي أضفت عليه إلى جانب جراحات في رأسه و ذراعيه طابعا متجهما عنيفاً.
وأخذ هذا المواطن يسرد على ركاب القاطرة خبر حادث وقع له عندما كان قادماً إلى المحطة أدى إلى إصابته بجراحات في رأسه و ذراعيه, و لكن كيم تمكن بفضل خبرته من الجزم بأن جراحات رفيقه لا يمكن أن تكون ناتجة عن ذلك الحادث الذي قصه على الركاب بل إنها شقوق ظاهرة , و بينما كان المواطن يضمد رأسه لاحظ كيم انه يحمل شارة كشارته التي سرعان ما عمل على إظهارها له و في الحال تبادل الاثنان خلال حديثهما المشترك كلمات السر ثم انتحيا ناحية من القاطرة و اخبر الرجل كيم انه موفد لتسليم برقية سرية فأكتشفت أمره جماعة من أعداء الحكومة لم يتمكنوا من الإيقاع به و لكنهم تنبهوا إلى وجوده في القاطرة و هم لا شك سينبئون أنصارهم عن قدومه برقا طوال الطريق و انتهى حديثهما إلى ضرورة إيجاد طريقة تضمن تسليم البرقية إلى أحد رجال الشرطة دون أن يظفر بها الأعداء و سرعان ما تفتق ذهن كيم عن حيلة ملائمة لتنفيذ العمل:
ثمة في الهند كثير من الدراويش الأتقياء يجوبون الأنحاء و الأطراف حفاة شبه عراة ملطخة وجوههم بالرماد و عليها علامات مطبوعة و الشعب الذي يعجب بقداسة هؤلاء الدراويش لا يتقاعس البتة عن الإحسان إليهم و إجراء الصدقة عليهم مالا و طعاما و قد رأى كيم أن يظهر زميله بمظهرهم فجعل من الدقيق و الرماد مزيجاً لطخ وجه صديقه به و خلع عنه بعض ملابسه ثم استعان بأصباغ كان يحملها على وضع العلامات اللازمة على جبينه ونجح كذلك في إخفاء معالم الجراح بمزيج من الدقيق و الرماد الذي يساعد في الوقت نفسه على التئامها و ينكش شعره و يذري عليه الغبار حرصا على استكمال مظاهر القداسة المألوفة , و لو انه قدر لوالدة القديس الجديد أن ترى ابنها لما عرفته بزيه المتنكر و مظهره الجديد.
وبعد مسيرة بضعة أميال قطعتها القاطرة توقفت في محطة كبرى حيث كان أحد رجال الشرطة بانتظار البرقية السرية , و إذا بالدرويش المتنكر يصطدم عمدا بالشرطي و لا يلبث أن يبادله عبارات الذم و الإهانة التي كالها له الشرطي لقلة حذره و عدم انتباهه متظاهرا بعدم معرفته له و قد تمكن الاثنان من أن يتخاطبا بلغتها الخاصة خلال المناقشة الحادة التي دارت بينهما برهة من الزمن ثم انتهت بان تظاهر الشرطي بتوقيف الدرويش الذي اقتاده إلى القسم حيث تمكن من التحدث إليه ملياً دون حذر أو حيطة وقد تم كل ذلك من غير أن يتنبه أحد إلى حقيقة الأمر أو يعرف أن هذا الدرويش ليس سوى الشخص الذي طارده الأعداء ثم فقدوا له كل اثر.
و لن نسدل الستار على بطولة كيم قبل أن نروي عنه الحادثة الأخيرة التالية:
تعرف كيم بعضو آخر من أعضاء مصلحة الاستعلامات و هو مواطن مثقف يطلق الهنود على أمثاله اسم بابو و قد تمكن كيم خلال وقت قصير من أن يسدي إليه خدمة جلى بمساعدته على اعتقال ضابطين روسيين كانا يقومان بأعمال التجسس شمالي غرب الهند و قد تهيأ له ذلك الاعتقال بان أوقع بين الضابطين و بين راهب قديس أثارت إهانته غضب المواطنين الذين أرغموا الضابطين على الفرار بعد أن تركا أوراقهما في مكان استطاع بابو معرفته بفضل اتصاله السابق بهما و هكذا نجح بمساعدة كيم في تسليم تلك الأوراق و الوثائق إلى المقر العام.
و هذه الطرق التي ذكرناها عن كيم الكشاف إن دلت على شيء فهي تدل على مبلغ الخدمات التي يمكن لفتى صغير أن يؤديها لبلاده إذا كان ذكيا ذا خبرة و مرونة } .
 لكيم قصص كثيرة ذكرت في كتاب خاص عنوانه ( كيم ) و قد ألفه روديارد كيبلنغ و نشر سنة 1901 و هو نفسه مؤلف الكتاب الشهير المعروف بـ (كتاب الغابة ) و الذي يحكي عن قصة ماوكلي المعروفة.
و قد استنبط بادن باول من قصة كيم ما نعرفه الآن بلعبة كيم مثلما استنبط نظام الجراميز و تقاليدهم من قصة كتاب الغابة لنفس المؤلف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق